ليس دفاعا عن نتفلكس ولا هجوما على “القيم العربية”.. الجمهور هو الحكم

مع كل جعجعة لا تنتج طحينا ما أو فقاعة تعبر في الهواء أو حتى زوبعة في فنجان تثور ثائرة البعض ومتسلحا بالكثير من الحجج للتأكيد على وجود مؤامرة تستهدف القيم العربية وتسعى إلى القضاء عليها وإحلال مفاهيم
جديدة مكانها وغير ذلك.
مما لا شك فيه أن منظومة القيم والأخلاق العالمية تتغير أصلا بفعل العولمة وانفتاح العالم على نفسه وهيمنة الليبرالية الديمقراطية الأمريكية على العالم. لكن هل هذا يعني أن القيم العربية هي المستهدفة؟ ومن يحدد مفهوم القيم؟ وما هي القيم العربية أصلا؟ وهل القيم في المشرق هي نفسها في المغرب؟ وهل القيم في قرية عربية مطابقة للقيم في عاصمة البلد نفسه؟
لنذهب أبعد من ذلك، هل الخطر على القيم العربية اذا سلمنا جدلا بوجودها تمثله منصة نتفلكس من خلال بث بعض الأعمال سواء التي تدعم التحرر أو المثلية الجنسية أو تروج لمفاهيم ليبرالية. ألم تكن السينما العربية والمصرية خصوصا حافلة بمشاهد العري والجنس وحتى المشاهد الإباحية المطلقة في منتصف السبعينيات وما بعدها؟ ألم تبثها قنوات فضائية عربية مع انتشار البث الفضائي منذ منتصف التسعينيات؟ فهل منصة نتفلكس اليوم هي الهدامة للقيم والمفاهيم والتقاليد مثلا؟ أليست نتفلكس منصة قائمة على الاشتراكات وحرية الاختيار في المشاهدة؟ أليست هي منصة عالمية فيها ما يتفق وما يختلف مع كثير من المعتقدات؟
على سبيل المثال لا الحصر، تتعرض نتفلكس والمحتوى ضمنها لانتقادات التيار الجمهوري المحافظ في الولايات المتحدة وكذلك من التيار اليهودي الديني المتشدد مثل الحريديم وغيرهم؟
لنعود إلى الجعجعة والفقاعة التي فتحت هذا النقاش وهي فيلم “أصحاب ولا أعز” الذي بالمناسبة لولا قراءتكم لهذه السطور لنسيتم الضجة التي أثارها في حينها.
أشارككم هذه الحلقة مع الجزيرة بودكاست سجلناها في حينها وتأخر بثها مع بدء غزو روسيا لأوكرانيا. في هذه الحلقة نفتح النقاش العلمي والأكاديمي ونسأل أسئلتكم ونحاول الإجابة عليها. أتمنى لكم استماع ممتع.

مقدمة الحلقة
مع مطلع العام 2022، طرحت نتفليكس فيلم “أصحاب ولا أعز”وهو النسخة العربية لفيلم إيطالي أنتج بعدة لغات، وحقق انتشارا واسعا، مثلما خلف جدلا كبيرا، وهو ما حصل هذه المرة في نسخته العربية، والسبب أنه تناول موضوعات تعتبر من الطابوهات في المجتمع العربي، وتتنافى مع قيم المجتمعات العربية المحافظة.

في هذه الحلقة الأولى عن نتفليكس، تناقش الإعلامية خديجة بن قنة وضيفها الأستاذ إبراهيم عرب الباحث في قضايا الفكر والثقافة ورئيس تحرير في غرفة أخبار قناة الجزيرة، دور منصة نتفليكس انطلاقا من الفيلم المثير للجدل “أصحاب ولا أعز” لتناول الحدود بين القيم والأخلاق والإبداع الفني والسينمائي والبحث عن الأسواق والأرباح.

الحلقة من إعداد: مروان الوناس، تصميم الصوت: ميشال بو داغر، مُنتج التفاعل والتواصل:سامي الجزيري.

للاستماع إلى الحلقة:
الجزيرة بودكاست
آبل بودكاست
غوغل بودكاست
ساوند كلاود

أضف تعليق